حُكي أن الحجاج أمر صاحب حراسته أن يطوف بالليل، فمن وجده بعد العشاء ضرب عنقه، فطاف ليلة فوجد ثلاثة صبيان فأحاط بهم وقال لهم: من أنتم حتى خالفتم الأمير؟
فقال الأول:
أنا ابن من دانت الرقاب له..
ما بين مخزومها وهاشمها.،
تأتي إليه الرقاب صاغـرة..
يأخذ من مالها ومن دمهـا!!
فأمسك عن قتله، وقال: لعله من أقارب أمير المؤمنين.
وقال الثاني:
أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قدره..
وإن نزلت يوماً فسـوف تعـود.،
ترى الناس أفواجاً إلى ضوء ناره..
فمنهـم قيـامٌ حـولهـا وقعـود!!
فأمسك عن قتله، وقال: لعله من أشراف العرب.
وقال الثالث:
أنا ابن الذي خاض الصفوف بعزمه..
وقومهـا بالسيـف حتى استقامـت.،
ركابـاه لا تنفـك رجـلاه منهـما..
إذا الخيل في يوم الكريهـة ولـت!!
فأمسك عن قتله، وقال: لعله من شجعان العرب.
فلما أصبح رفع أمرهم إلى الحجاج، فأحضرهم وكشف عن حالهم، فإذا الأول ابن حجام، والثاني ابن فوال، والثالث ابن حائك، فتعجب الحجاج من فصاحتهم وقال لجلسائه: علموا أولادكم الأدب، فو الله لولا الفصاحة لضربت أعناقهم، ثم أطلقهم الحجاج وأنشد يقول:
كُنْ ابنَ مَنْ شِئْتَ وَاكْتَسِبْ أَدَبَاً..
يُغْنِيكَ مَحْمُودُهُ عَنِ النَسَبِ!!!
إنَّ الفَتَى مَنْ يَقولُ: هَا أنَا ذا..
ليسَ الفَتَى مَنْ يَقُولُ كَانَ أبِي!!!
الثلاثاء، 21 أغسطس 2012
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق