الثلاثاء، 16 أكتوبر 2012

السنة الشمسية والقمرية وتوقيتهما وما قصتها ؟


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

السنة الشمسية والقمرية أيهما أقدم والتي عمل بها الناس قديماً وما قصة الزوالي والغروبي وهل هما مرتبطات في السنة القمرية والشمسية ؟
أولاً

قبل أن نبدأ يجب أن نعرف القمري والشمسي حسب  أحد المواقع الفلكية
السنه الشمسية : هي الفترة التي تستغرقها الارض في دورانها حول الشمس ومدتها 365 يوم و 5 ساعات و 48 دقيقه و 46 ثانية ، ولتسهيل عمليه الحساب حذفت الكسور من الساعات والدقائق والثواني لتضاف كل اربع سنوات الى شهر فبراير لتصبح عدد ايام السنه 366 يوم وتسمى سنه كيسبة .

اما السنه القمرية : فتبلغ مدتها 354.367.67 يوما قمريا ، ولتسهيل عملية الحساب تحذف الكسور لتصبح ايام السنه 355 يوم قمري كل 11 سنه ، ففي كل 30 سنه قمرية تكون 11 سنه كبيسة وايامها 355 يوم و 19 سنه بسيطة تكون ايامها 354 يوما.   (1)

الفرق بين السنه القمرية والشمسية 10.87515 يوم ، وبذلك يكون الفرق في كل 33 سنه 358.879917 ، او ما يقارب السنه وعليه تزيد كل سنه ثلاث سنين.
معلومة :
السنة الشمسية يعاد ضبطها كل أربع سنوات بما يسمى بالسنة الكبيسة
ثانياً


( ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا ( 25 ) قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والأرض أبصر به وأسمع ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا ( 26 ) )

هذا خبر من الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بمقدار ما لبث أصحاب الكهف في كهفهم ، منذ أرقدهم الله إلى أن بعثهم وأعثر عليهم أهل ذلك الزمان ، وأنه كان مقداره ثلاثمائة [ سنة ] وتسع سنين بالهلالية ، وهي ثلاثمائة سنة بالشمسية ، فإن تفاوت ما بين كل مائة [ سنة ] بالقمرية إلى الشمسية ثلاث سنين ؛ فلهذا قال بعد الثلاثمائة : ( وازدادوا تسعا )

وقوله : ( قل الله أعلم بما لبثوا ) أي : إذا سئلت عن لبثهم وليس عندك [ علم ] في ذلك وتوقيف من الله عز وجل فلا تتقدم فيه بشيء ، بل قل في مثل هذا : ( الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والأرض ) أي : لا يعلم ذلك إلا هو أو من أطلعه الله عليه من خلقه ، وهذا الذي قلناه ، عليه غير واحد من علماء التفسير كمجاهد ، وغير واحد من السلف والخلف .(2)
هنا ذكر الله ي هذه الآية عن حسابات زمنية مختلفة في آن واحد  وننظر إلى هذه الآية الكريمة
يقول الله سبحانه وتعالى في سورة التوبة : اِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ{36}

قال الإمام أحمد : حدثنا إسماعيل ، أخبرنا أيوب ، أخبرنا محمد بن سيرين ، عن أبي بكرة ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب في حجته ، فقال : ألا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض ، السنة اثنا عشر شهرا ، منها أربعة [ حرم ، ثلاثة ] متواليات : ذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرم ، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان . ثم قال : أي يوم هذا ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم . فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه ، قال : أليس يوم النحر ؟ قلنا : بلى . ثم قال : أي شهر هذا ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم . فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه ، قال : أليس ذا الحجة ؟ قلنا : بلى . ثم قال : أي بلد هذا ؟ . قلنا : الله ورسوله أعلم . فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه ، قال : أليست البلدة ؟ قلنا : بلى . قال : فإن دماءكم وأموالكم - قال : وأحسبه قال : وأعراضكم - عليكم حرام كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا ، وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم ، ألا لا ترجعوا بعدي ضلالا يضرب بعضكم رقاب بعض ، ألا هل بلغت ؟ ألا ليبلغ الشاهد الغائب منكم ، فلعل من يبلغه يكون أوعى له من بعض من يسمعه .

ورواه البخاري في التفسير وغيره ، ومسلم من حديث أيوب ، عن محمد - وهو ابن سيرين - عن عبد الرحمن بن أبي بكرة ، عن أبيه ، به .(3)

هنا في هذه الآية ذكر الله عدة الشهور وتفسيرها ذكر أشهر القمرية ذو القعدة وذو الحجة .. الخ
تبين لنا الآية أن الأشهر عند الله يوم خلق السموات والأرض هذه الأشهر القمرية محرم وذو القعدة... والخ
وفي الحديث ( لما قدم النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينة، وجد اليهود يصومون عاشوراء، فسئلوا عن ذلك، فقالوا : هذا اليومَ الذي أظفر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون، ونحن نصومه تعظيما له، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( نحن أولى بموسى منكم ) . ثم أمر بصومه .) رواه البخاري عن عبد الله ابن عباس
في هذا الحديث " اليهود " تصوم عاشوراء اليوم العاشر من شهر القمري محرم واليهود قبل مجيء دين الإسلام والنصرانية ويتبعون النظام القمري
بالنسبة للمسلمين أشياء كثيرة مرتبطة بالسنة القمرية :
رمضان , الحج , الأعياد , عاشوراء , إذا حال الحول على المال تجب الزكاة ...الخ
وكذلك الثلث الأخير من الليل هو بنظام الغروبي لأن الزوالي من الساعة 12 ليلاً يعتبر صباح

ثالثاً
·        معلومة فلكية
لا يحدث الخسوف إلا عند اكتمال القمر (بدر) منتصف الشهر القمري
ولا يحدث الكسوف إلا بنهاية الشهر القمري تماما

·        المد والجزر هما ظاهرتان طبيعيتان تحدثان لمياه المحيطات والبحار بتأثير من القمر
المد هو :  الارتفاع الوقتي التدرجي في منسوب مياه سطح المحيط أو البحر
والجزر هو انخفاض وقتي تدرجي في منسوب مياه سطح المحيط أو البحر
·        الدورة الشهرية متزامنة مع الأشهر القمرية

إذن العوامل الكونية والطبيعية والقياسات العادية والأدلة الشرعية تميل إلى السنة القمرية

رابعاً
المواقيت الزمنية الزوال و الغروب

الغروبي:
 يعتبر غروب الشمس كل يوم هو الساعة 12 أو الساعة (صفر)، وتحسب ساعات الليل ابتداء من ذلك؛ فهو إذاً مرجع نسبي يومي للوقت، ويستفاد منه في كل يوم على حدة في معرفة الفترة الزمنية التي تفصل أوقات الصلوات، فمثلا إذا كان في التقويم أن صلاة العشاء الساعة الواحدة والنصف فمعناه؛ أن وقتها يحين بعد ساعة ونصف من غروب الشمس، وإذا كتب في اليومية(التقويم) أن وقت الفجر هو الساعة11و 35 دقيقة فمعناه؛ أن وقت صلاة الفجر يحين بعد 11ساعة و35 دقيقة من غروب الشمس، وإذا كان في اليومية أن صلاة العصر مثلا الساعة 9 و 48 دقيقة فمعنى ذلك أن وقتها يدخل بعد 9 ساعات و 48 دقيقة من بعد الفجر بالتوقيت الغروبي.
أما التوقيت الزوالي:
 فهو مرجع نسبي للوقت يعتبر منتصف الليل تقريبا هو الساعة (صفر) ويكون منتصف النهار في حدود الساعة 12 تقريبا هو وقت زوال الشمس، وبالتالي فهذا المرجع في الوقت يعطي أوقات الصلوات ووقت غروب الشمس أو شروقها يعطي كل هذه المعطيات بأرقام ثابتة لكل يوم من أيام السنة،(4)

لقد ربط الشارع توزيع أوقات الصلوات بحركة الشمس والظلال، وهو الأمر المتاح للحاضر والباد والجاهل والمتعلم؛ لأن مراقبة الظل من الأمور التي يمكن القيام بها مع القليل من المعرفة. فمع ظل الاستواء (وهو أقصر ظل خلال النهار وذلك لحظة بلوغ الشمس أقصى ارتفاع لها) يدخل وقت صلاة الظهر، ويدخل وقت صلاة العصر عندما يصبح طول الظل مساوٍ لطول الجسم بالإضافة إلى ظل الاستواء. أما الصلوات الأخرى فلا علاقة لها بحركة الشمس نهارًا بل بمدى انخفاضها عن الأفق. وعلى هذا الأساس ظهرت جداول زمنية تعتمد على الظل موضحة دخول وقت صلاتي الظهر والعصر خلال العام موزعة على بروج الشمس أو منازل القمر المتوافقة مع السنة الشمسية.(5)
في الستينات الميلادية ، تحولت المملكة من استخدام التوقيت الغروبي إلى التوقيت الزوالي وذلك في عهد الملك فيصل
يرحمه الله ، فقد كانت الساعات في المملكة تظبط حينها وفقا للتوقيت الغروبي الذي يبدأ بموجبه اليوم من لحظة غروب
الشمس ، حيث تظبط الساعات مغرب كل يوم على الساعة الثانية عشره . جاء هذا التحول بعد جدل كبير على
صفحات الصحف السعودية حول ضرورة وحتمية هذا التحول الذي وجد تشجيعا من بعض الدوائر الحكومية
التي تتعامل مع جهات خارجية وفق التوقيت الزوالي ، فكان أن بدأ التحول عن طريق ألإذاعة ، حيث أعلنت
وزارة الإعلام عن موعد تجارب مشروعها الإذاعي الكبير وحددت الساعات التي سيبدأ فيها البث على أساس توقيت
جرينتش زائدا ثلاث ساعات ، وهذا يعني أن التوقيت وضع وفقا لتوقيت المملكة الزوالي ، حدث هذا تقريبا في
عام 1384 من الهجرة الشريفة ، ويذكر من الكتّاب والأدباء الذين تطرقو إلى هذا الموضوع وناضلوا من أجله
الدكتور حمود البدر والاستاذ عمران محمد عمران والمرحوم عبدالكريم الجهيمان وآخرون . ولا شك أن هذا الموضوع
وجد في البداية معارضة شديدة من بعض فعاليات المجتمع الدينية والسياسية والاجتماعية ، ولكن هذه المعارضة لم تثن
المسؤولين عن المضي قدما فيه نظرا للفائدة الكبيرة التي تعود على الدولة والمجتمع من وراء تطبيقه .(6)
وقد ذكر الدكتور عمر المقبل في تويتر ( من الأخطاء الشائعة : ربط الأحكام الشرعية بالساعة 12 ليلاً فهذا يوم فلكي وليس يوماً شرعياً والأحكام تبدأ بغروب الشمس اليوم أو بطلوع الفجر )

+ وذكر أحد كبار السن عن ساعة الغروبي وقال ( نستخدمها قديماً وكنا نستخدم ساعة " أم صليب " لجودها العالية وتبدأ الساعة 12 مع أذان المغرب ولا نواجه أي مشكلة مع هذا التوقيت بل نفضلها على التوقيت الزوالي ) أنتهى كلامه 
وهذه صورة ساعة أم صليب 



https://lh3.googleusercontent.com/-ZM5WqwzHvQ0/UH95U2jwtsI/AAAAAAAABCc/yj2EOjok5SU/s640/%255BUNSET%255D.jpg
  
+ وهذه قصاصة من جريدة الجزيرة تحكي قصة عن ذلك 

https://lh3.googleusercontent.com/-KaAVaDRTvfw/UH4rEqMWjqI/AAAAAAAABBs/nUiQyCLYlrU/s640/%255BUNSET%255D.jpg

+ وهذه ورقة تقويم قديمة عن توقيت الغروبي

  https://lh4.googleusercontent.com/-Fy1AcDSQ4Jg/UH94dLe4kfI/AAAAAAAABB8/Ag7Xo3tMgbw/s512/%255BUNSET%255D.jpg
 
-----    ------     ------
1- الجمعية الفلكية بجدة
2- تفسير ابن كثير 76/3
3 تفسير ابن كثير 322/2
4-الهيئة العامة للشؤون الإسلامية للأوقاف في الإمارات
5-د.حسن محمد باصرة -الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرأن والسنة
6-حامد محمد الشريف -الحجاز